Titre : | المصادرالأدبية واللغوية في التراث العربي |
Auteurs : | عز الدين إسماعيل |
Type de document : | texte imprimé |
Editeur : | عمان [الأردن] : دار المسيرة للنشر والتوزيع, 2003 |
ISBN/ISSN/EAN : | 978-9957-06-196-8 |
Format : | (304 ص.) / 24سم |
Langues originales: | |
Index. décimale : | 418 (التطبيقات اللغوية العربية) |
Catégories : | |
Mots-clés: | مصادر أدبية مصادر لغوية تراث عربي أدب عربي |
Résumé : |
يقول مؤرخ الحضارة الكبير "ول ديورانت" في كتابه الضخم "قصة الحضارة" – وهو بصدد الحديث عن شغف المسلمين في القرون الوسطى بالكتب واقتنائها، وعن كثرة المشتغلين بالعلم، تأليفاً وتمحيصاً وتدارساً- يقول "إن عدد العلماء في آلاف المساجد المنتشرة في البلاد الإسلامية من قرطبة إلى سمرقند لم يكونوا يقلون عن عدد ما فيها من الأعمدة".
وفي وسعنا أن نستدل من هذا القول على أشياء كثيرة، يكفينا منها الآن ما يدل عليه من ضخامة ما خلفه علماء المسلمين- الذين لا يكاد يحصيهم العد- من تراث علمي وفكري وأدبي، ابتداء من الرسائل الصغيرة إلى الموسوعات الضخمة. وإذا كان "ول ديورانت" قد أشار إلى البعد المكاني لانشار علماء المسلمين من قرطبة غرباً إلى سمرقند شرقاً فإن البعد الزمني يساعدنا في تمثل ضخامة هذا التراث وفي تفسير هذه الضخامة كذلك. فعلى مدى ثمانية قرون، ابتداء من القرن الثاني الهجري (الثامن الميلادي) إلى نهاية القرن التاسع الهجري (الخامس عشر الميلادي) كان علماء المسلمين يشتغلون بالعلوم الإنسانية والعلوم الطبيعية والطبية والرياضية وسائر المعارف القديمة. ومحصلة هذين البعدين، المكاني والزماني، ترينا إلى أي مدى بلغت ضخامة التراث العربي. ويكفي أن نذكر في هذا الصدد مكتبة قرطبة في الأندلس في عهد المستنصر (350هـ- 366هـ)، فقد جمع فيها المستنصر- عن طريق وكلائه في شتى الأقطار الإسلامية- نسخاً مما ألفه علماء المسلمين إلى ذلك العهد. ويقال إن هذه المكتبة كانت تضم أربعمائة ألف مجلد، هذا يحدث ونحن ما زلنا في منتصف القرن الرابع الهجري، ولنا أن نتصور كم كانت خزائن "دار الحكمة" التي أنشأها الخلفية العباسي المنصور في بغداد تضم من مؤلفات، وكذلك "دار العلم"، التي أنشأها الفاطميون في مصر؛ فقد "كانت هذه الدار من أعظم الخزائن التي عرفها العالم الاسلامي فيما مضى، وأكثرها جمعاً للكتب النفسية في جميع العلوم". هذا سوى المكتبات وخزائن الكتب العامة والخاصة التي لا يمكن حصرها. كلا، ليس في وسع أحد أن يتصور حجم ما خطته أفلام العلماء والمفكرين والأدباء من المسلمين في شتى فروع المعرفة في حدود ما تبقى منه حتى يومنا هذا، فضلاً عما امتدت إليه عاديات الزمن بالتبديد او الإحراق أو الضياع. لقد كان سقوط بغداد في أيدي التتار نذير شؤم للتراث الذي خلفه الأقدمون؛ فقد "روي أن مياه دجلة جرت سودا من كثرة ما ألقي فيها من الكتب والصحائف" وكذلك تعرض هذا التراث في الأندلس لمحنة فظيعة، بعد انتهاء دولة المسلمين هناك وسقوط غرناطة سنة 1492م؛ فقد "أمر الكاردينال فرانسيسكو خمينيث دي ثيسنيروس (Francisco Jimenez de tisneros ت 1517م)، عراف الملكة إيزابيل فاتحة غرناطة، وصاحب النفوذ السياسي الهائل، يستمده من الدين، بإحراق الكتب العربية في ساحة باب الرملة في غرناطة، ولا سيما ما كان متصلاً بالأدب أو الفكر أو الدين وبخاصة المصاحف المخطوطة، وبأن تباد كل الكتب العربية نهائياً من كل إسبانيا. ويفوق عدد المخطوطات التي أحرقت في غرناطة وحدها كل تصور. وأكثر الباحثين حذراً وعطفاً على الكاردينال يقدرونها بثمانين ألفاً". وعلى بعد خمسين كيلو متراً من مدريد شيد سنة 1567م دير فخم جمعت إلى مكتبة بقايا نفائس المخطوطات التي سلمت من ذلك الحريق فكانت بضعة آلاف مجلد، "ثم ضم إليها نحو أربعة آلاف مخطوط سنة 1030هـ (الموافق 1620م) حين استولى بعض قراصنة الأسبان على مركب للسلطان زيدان سلطان فاس، كانت تلك المخطوطات في جملة الآثار النفسية التي سلبوها من ذلك المركب. وبهذا بلغت المخطوطات في مكتبة الإسكوريال نحو عشر آلاف مخطوط. وفي 7 حزيران عام 1671م سقطت صاعقة على الدير أحرقت قسماً كبيراُ من هذه المخطوطات، ولم يسلم منها سوى ألفي مجلد لا تزال إلى عصرنا في تلك الخزانة التاريخية". ومن تحصيل الحاصل أن نمضي في تتبع الأرقام المذهلة لكميات الكتب التي احتوتها المكتبات العربية العامة والخاصة في العالم الاسلامي القديم، والتي توافرت عنها أو عن بعضها معلومات موثقة. ذلك أن ما أفلت من عاديات الزمن من هذه الكتب (المخطوطات) يشغل في يومنا هذا مكاناً يتفاوت ضخامة وضآلة في مكتبات العالم الكبرى، من المكتبة العامة في مدينة "ألماآتا" عاصمة جمهورية كازاخستان في أواسط آسيا إلى مكتبة الجامعة الكاثوليكية الأمريكية في واشنطن. إذن فهو تراث ضخم، ذلك الذي خلفه لنا العلماء والمفكرون والأدباء منذ بدء الخط البياني الصاعد للحضارة الإسلامية في العصور الوسطى إلى أن بلغ ذروته، ثم منذ إنكساره نحو الهبوط في منتصف القرن السابع الهجري أمام الغزو المغولي وسقوط بغداد سنة 656هـ إلى وقوع البلاد الإسلامية تحت الحكم العثماني منذ سنة 923 هـ فتكون الدورة قد تمت. وتراث كل أمة هو ركيزتها الحضارية؛ فهو جذورها الممتدة في باطن التاريخ. ومن أجل هذا تحرص الأمم الناهضة- في تأصيلها لواقعها الجديد- على نبش هذا التراث، واستحياء ما هو صالح للبقاء منه، وما يمكن أن يكون له مغزى ودور فعال في بناء واقعها الجديد. والأمة العربية في حركة ناهضة منذ ما يقرب من قرن ونصف قرن. وقد اقتربت هذه الحركة منذ بواكيرها بالبحث عن الأصول، واستحياء أروع ما خلفته لها الأيام من تراثها الفكري والأدبي. ومع تفتح هذا الوعي اتجهت العناية بالتراث اتجاهين يكمل أحدهما الآخر: اتجاهاً ينصرف إلى كنوز المخطوطات القديمة، يحققها تحقيقاً علمياً، ويوثق مادتها، وبطبعها طبعات دقيقة فييسر بذلك تداولها بين الناس والمشتغلين منهم بالحضارة الإسلامية بخاصة، واتجاها آخر ينصرف إلى دراسة هذه المادة المتاحة، واستنباط المضامين الفكرية والروحية والإنسانية بعامة، التي تمثل جوهر ذلك التراث. وعلى الرغم من تواصل الجهود من جانب المجامع العربية والجامعات والهيئات الرسمية والأفراد في العمل على هذين المحورين، ما يزال ما حقق من هذا التراث ونشر- على قيمته البالغة- لا يقاس في حجمه إلى ما ينتظر. ومن جهة أخرى ما تزال الدراسات المتعلقة بهذا التراث تتلمس طريقها جيلاً بعد جيل نحو بناء تصور أشمل وأعمق لهذا التراث ولمضامينه الإنسانية. من أجل هذا دأبت أقسام اللغات العربية بالجامعات على أن تقدم لطلابها وهم في مستهل حياة الدرس والطلب تعريفاً بالمصادر الأساسية القديمة للدراسات العربية، واصلة بذلك ماضيهم بحاضرهم، واضعة أيديهم على المفاتيح الأساسية لهذه الدراسات. وحبذا لو نهجت سائر أقسام كليات الآداب هذا النهج، فيقدم قسم التاريخ مثلاً لطلابه تعريفاً بالمكتبة التاريخية العربية القديمة، ويقدم قسم الجغرافيا تعريفاً بالمكتبة الجغرافية، وقسم الفلسفة وقسم الاجتماع...الخ. ومن هذا الوجهة يتحدد الهدف من هذا الكتاب: وهو التعريف بالمصادر الأدبية واللغوية العربية القديمة، أو- على وجه الدقة- بأهم هذه المصادر وأبرزها. لكننا في الحقيقة نطمح إلى أكثر من التعريف؛ فنحن نهدف كذلك إلى تسجيل حركة النمو والتطور التي مر بها التأليف قديماً في هذين الميدانين. ومن ثم يتحتم علينا أن نتناول كل مصدر من هذه المصادر من زاويتين: (الأولى): تتناول التعريف بمؤلفه تعريفاً موجزاً، ثم وصف منهج الكتاب وتحديد مجاله الموضوعي، مع بيان أهم موضوعاته ومجال الانتفاع به وطريقة هذا الانتفاع، وتقديم نموذج صغير منه- كلما اقتضى الأمر لبيان أسلوبه. (الثانية) تحديد قيمته بوصفه حلقة في سلسلة تاريخية ممتدة. أما الزاوية الأولى فتخدم الفائدة العملية المباشرة، وأما الزاوية الثانية فتخدم التصور العام لحركة تطور التأليف منذ بداياتها الأولى. |
Côte titre : | أ8/ 52514-52517 |
Exemplaires (4)
Cote | Support | Localisation | Disponibilité |
---|---|---|---|
أ8/ 52514 | كتاب | Bibliothèque centrale | Disponible |
أ8/ 52515 | كتاب | Bibliothèque centrale | Disponible |
أ8/ 52516 | كتاب | Univ. Sétif 2 | Transféré Exclu du prêt |
أ8/ 52517 | كتاب | Univ. Sétif 2 | Transféré Exclu du prêt |
Accueil